الجمعة، 12 يونيو 2009

لاشـــيء

أصل كل شيء هو اللاشيء ، و كل موجود لا بد له من مُوجد ، سابق له ، و مؤثر فيه ( في قاعدة مطّردة لا شواذ لها ) .إنّ كل مايستطيع أن يقوم به الإنسان هو ( تركيب ) المعطيات المتوفرة لديه لتؤدي لنتائج معينة يأمل تحقيقها .ليس من صفات الإنسان خلق شيء ( أي إيجاده من العدم ) ، ولا يستطيع ذلك ، فمانراه اليوم مما أنتجته عقول البشر ماهو إلا تركيب و بدرجة معينه في الكم والكيف لعناصر من الطبيعة خلقها الله مسبقاً ، و هو ما يسمى ( خلط عناصر الطبيعة ) .إنّ أهم هذه المعطيات و العناصر هو ( العقل ) ، فبدونه لا يمكن أن يكون هنالك أي شيء ، إذا كان الإنسان هو الرقم الصعب في الكون فإن العقل هو سر ذلك ، فبه فقط يعرف الإنسانُ اللهَ ، بإختصار ( العقل هو الإنسان ) .إنّ كل عنصرين من الطبيعية عند خلطهما مع بعض سيؤديان حتماً لشيء غير موجود مسبقاً و هذا هو الإختراع . عقل + عناصر الطبيعة = يمكن إيجاد أي شيء و دون حدود .إنّ الإنسان قبل ألف عام لو رأى طائرة في السماء لأعتقدها الله ( تعالى الله علواً كبيرا ) .و لنا أن نتصور مايمكن أن يفعله الإنسان بعد ألف عام من الآن .*.*.*الأغبياء سيعتقدون بمحدودية العقل .والأذكياء سيعتقدون بأن العقل غير محدود . و الفرق بينهما هو الطموح العقلي .كافور الإخشيدي كان عبداً في سوق النخاسة و قد ربط بحبل ليباع وكان بجانبه عبداً آخر فدار بينهما حديث وكان مضمونه " من تتمنى أن يشتريك ؟ " فأما كافور فتمنى أن يباع لملك مصر وكان يطمح أن يكون ملكاً و أما العبد الآخر فتمنى أن يباع لطباخ و كان يتمنى أن يأكل دوماً دون عناء .حقق الله أمنيتها .و بعد زمن تقابل العبدان وكان كافور ملكاً فعلياً لمصر و أما العبد الآخر فمازال عبداً يباع ويشترى ، فقال كافور قوله المشهور : " لقد إرتفعت بي همتي و سقطت به همته " .إن كافور الإخشيدي ولد ليكون ملكاً حتى و لو كان عبداً في بداية حياته و هؤلاء هم العظماء ( تعرفهم بسيماهم ) ، ويخلدهم التاريخ .( محمد ، موسى ، عيسى ، نوح ، أرسطو ، أديسون ، كنتاكي ، ..... )من لا يعرف هذه الأسماء ؟الفرق بينهم وبين غيرهم أنّهم إستخدموا عقولهم .إذا ياصديقي إجعل اسمك مدونا في سجل التاريخ ( كعظيم ) ، ولا تقل لا أستطيع فوالله أنّك تستطيع سواء كنت صغيراً أم كبيراً ذكراً أو أنثى .لا تكن غبياً ، فالأغبياء سقف طموحاتهم منخفض جداً ، أما الأذكياء فلا سقف لطموحاتهم سوى السماء و النجوم .*.*.*

ليست هناك تعليقات: